نعلم .. أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً إلى حياتنا ، ولكننا يمكن أن نضيف حياة إلى وقتنا.
فبالأمس .. كنت طفلاً صغيراً أتساءل أين ذهبت سنوات العمر؟ أعلم أنني عشتها وأتذكر لمحات عن أحلامي فيها . ولكن فجأة اكتشفت اني أعيش الربع الأخير من حياتي.
أين ذهبت كل تلك السنين؟ ومتى والى أين غادر شبابي؟ كم قابلت وعرفت من كبار السن طوال حياتي؟ وكم اعتقدت أن الشيخوخة التي ألصقوها بهم بعيدة عني. وكم تندرت عليهم وعلي آسلوبهم في نعي الحياة؟
ذلك .. حين كنت في الربع الأول من رحلة العمر، وكان الربع الآخير بعيدًا عني لدرجة أنني لم أتمكن من تخيّل كيف يمكن أن يكون حين أبلغه، ولكن .. ها هو قد اقتحم بابي وتجاوز أعتابي وسلبني شبابي.
أصدقائي متقاعدون وأصبحوا شيباً ، يتحركون ببطء ، ويفهمون بصعوبة. بعضهم حالته أفضل مني وبعضهم أسوأ . لكني أرى التغيّر الجسيم في أحوالهم . ليسوا مثل الأشخاص الذين أتذكرهم .
فاليوم .. أناغير مستعد للأوجاع والآلام، ويلازمني شعور بفقدان القدرة على القيام بأشياء كنت أتمنى أن أفعلها ولكني لم ولن أفعلها أبدًا!
كم ندمت على أشياء كنتُ أتمنى لو لم أفعلها ، وكم ندمت على ما كان يجب أن أفعله ولم افعله.
نصيحة من رجل عجوز في ربع الساعة الأخير من رحلته : إن لم تكن في الربع الأخير بعد ، دعني أذكرك أنه سيأتيك أسرع مما تتوقع ، لذلك كل ما ترغب في تحقيقه في حياتك افعله بسرعة. افعله اليوم . افعله الآن ، عش اليوم بشكل جيد ، تمتّع بيومك ، افعل شيئا ممتعا ، كن سعيداً .. تذكر أن الصحة هي الثروة الحقيقية وليس الذهب والمال والقصور.
فهناك فقراء كثيرون لايملكون إلا المال!
ضع في اعتبارك .. أن الخروج من البيت جيد، ولكن العودة إليه أفضل!
ستنسى الأسماء وذلك طبيعي جدا . لأن بعض الناس مثلك نسوا أنهم يعرفونك حتى! ولكن المشاعر لا تنسي أبدا، فحين فقد الأديب العالمي وصاحب نوبل جابرييل جارسيا ماركيز ذاكرته ، زاره احد أصدقائه وجلس بجانبه صامتا، التفت ماركيز ناحيته و قال: أنا لا اعرفك .. لكني أعرف أني أحبك!
سيكون لكل شي قديم قيمة أكثر من ذي قبل في حياتك.. الأغاني والأفلام القديمة ، وأكل زمان ، والأصدقاء القدامى .. وأول قصة حب!.
-----------------------------------
بقلم : خالد حمزة
[email protected]